نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 247
الإيمان ، وإزاحة علتكم فيه ، حتى فعلتم الإيمان ، لكنتم من الخاسرين . وإنما جعل الإيمان فضلا وتوبته التي بها نجوا ، ولم يكونوا بها خاسرين ، فضلا منه ، من حيث كان هو الداعي إليه والمقدر عليه ، والمرغب فيه . ويحتمل أن يكون المعنى : فلولا فضل الله عليكم بإمهاله إياكم بعد توليكم عن طاعته ، حتى تاب عليكم برجوع بعضكم عن ذلك ، وتوبته ، لكنتم من الخاسرين . ويحتمل أن يريد : فلولا فضلي عليكم في رفع الجبل فوقكم للتوفيق واللطف الذي تبتم عنده حتى زال العذاب عنكم ، وسقوط الجبل ، لكنتم من الخاسرين . ( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ( 65 ) ) . اللغة : علمتم أي : عرفتم . هنا تقول علمت أخاك ولم أكن أعلمه أي : عرفته ، ولم أكن أعرفه ، كقوله تعالى : ( وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) أي : لا تعرفونهم ، الله يعرفهم و ( الذين اعتدوا ) : في موضع نصب ، لأنه مفعول به . والفرق بينه وبين ما يتعدى إلى مفعولين أن المعرفة تنصرف إلى ذات المسمى ، والعلم ينصرف إلى أحواله . فإذا قلت ، علمت زيدا ، فالمراد عرفت شخصه وإذا قلت : علمت زيدا كريما أو لئيما ، فالعلم يتعلق بأحواله من فضل ونقص . واعتدوا أي : ظلموا وجاوزوا ما حد لهم . والسبت : من أيام الأسبوع . قال الزجاج : السبت قطعة من الدهر ، فسمي بذلك اليوم وقال أبو عبيدة : سمي بذلك لأنه يوم سبت فيه خلق كل شئ أي : قطع وفرغ . قوله : ( منكم ) في موضع نصب حالا من ( الذين اعتدوا ) أي : المعتدين كائنين منكم . قوله : ( في السبت ) متعلق ب ( اعتدوا ) وأصل السبت مصدر ، يقال : يسبت سبتا : إذا قطع ، ثم سمي اليوم سبتا . وقد يقال : يوم السبت ، فيخرج مصدرا على أصله . وقد قالوا : اليوم السبت ، فجعلوا اليوم خبرا عن السبت ، كما يقال : اليوم القتال . فعلى ما ذكرنا يكون في الكلام حذف تقديره : في يوم السبت . وقال قوم : إنما سمي بذلك ، لأن اليهود يسبتون فيه أي : يقطعون فيه الأعمال . وقال آخرون :
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 247