نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 244
الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد ) وروي عن ابن عباس أنه قال إنها منسوخة بقوله ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ) . وهذا بعيد ، لأن النسخ لا يجوز أن يدخل الخبر الذي هو متضمن للوعد ، وإنما يجوز دخوله في الأحكام الشرعية التي يجوز تغيرها وتبدلها بتغير المصلحة . فالأولى أن يحمل على أنه لم يصح ، هذا القول عن ابن عباس . وقال قوم : إن حكمها ثابت والمراد بها : إن الذين آمنوا بأفواههم ، ولم تؤمن قلوبهم ، من المنافقين واليهود والنصارى والصابئين ، إذا آمنوا بعد النفاق ، وأسلموا بعد العناد ، كان لهم أجرهم عند ربهم ، كس آمن في أول استدعائه إلى الإيمان من غير نفاق ، ولا عناد ، لأن قوما من المسلمين قالوا : إن من أسلم بعد نفاقه وعناده ، كان ثوابه أنقص ، وأجره أقل . فأخبر الله بهذه الآية أنهم سواء في الأجر والثواب . وقوله ( بالله ) أي : بتوحيد الله ، وصفاته ، وعدله . ( واليوم الآخر ) يعني : يوم القيامة والبعث والنشور ، والجنة ، والنار . ( وعمل صالحا ) أي : عمل ما أمره الله به من الطاعات ، وإنما لم يذكر ترك المعاصي ، لأن تركها من الأعمال الصالحة . ( فلهم أجرهم ) أي : جزاؤهم وثوابهم ( عند ربهم ) أي : معد لهم عنده . وقوله : ( ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) مضى تفسيره قبل . وقيل معناه : لا خوف عليهم فيما قدموا ، ولا هم يحزنون على ما خلفوا . وقيل : لا خوف عليهم في العقبى ، ولا يحزنون على الدنيا . وفي هذه الآية دلالة على أن الإيمان هو التصديق ، والاعتقاد بالقلب ، لأنه تعالى قال : ( من آمن بالله ) ، ثم عطف عليه بقوله ( وعمل صالحا ) . ومن حمل ذلك على التأكيد ، أو الفضل ، فقد ترك الظاهر وكل شئ يذكرونه مما عطف على الأول بعد دخوله فيه مثل قوله ( فيهما فاكهة ونخل ورمان ) ، ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح ) فإن جميع ذلك على سبيل المجاز والاتساع ، ولو خلينا والظاهر لقلنا : إنه ليس بداخل في الأول . ( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون ( 63 ) ) . اللغة : الميثاق : هو مفعال من الوثيقة إما بيمين ، وإما بعهد ، أو غير ذلك من الوثائق . والطور : الجبل في اللغة ، قال العجاج : دانى جناحيه من الطور فمر * تقضي البازي إذ البازي كسر
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 244