responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 243


وقوله : ( فلهم أجرهم عند ربهم ) إلى آخر الآية : في موضع الجزاء . وإنما رفع ( ولا خوف ) لتكرير ( لا ) كقول الشاعر :
وما صرمتك حتى قلت معلنة : * لا ناقة لي في هذا ، ولا جمل [1] وهذا كأنه جواب لمن قال أناقة لك في هذا أم جمل ؟ فأما النكرة المفردة ففيه الفتح لا غير نحو : لا رجل في الدار ، وهو جواب : هل من رجل في الدار ؟ وإنما قال ( من آمن ) فوحد ثم قال : ( فلهم أجرهم ) ، فجمع ، لأن من موحد اللفظ مجموع المعنى على ما تقدم بيانه .
المعنى : ( إن الذين آمنوا ) اختلف في هؤلاء المؤمنين من هم ، فقال قوم : هم الذين آمنوا بعيسى ، ثم لم يتهودوا ، ولم يتنصروا ، ولم يصبأوا ، وانتظروا خروج محمد صلى الله عليه وآله وسلم . وقيل : هم طلاب الدين منهم : حبيب النجار ، وقس بن ساعدة ، وزيد بن عمرو بن نفيل ، وورقة بن نوفل ، والبراء الشني وأبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، وبحير الراهب ، ووفد النجاشي ، آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل مبعثه . فمنهم من أدركه وتابعه ، ومنهم من لم يدركه . وقيل : هم مؤمنو الأمم الماضية . وقيل : هم المؤمنون من هذه الأمة . وقال السدي : هو سلمان الفارسي ، وأصحابه النصارى ، الذين كان قد تنصر على أيديهم قبل مبعث رسول الله وكانوا قد أخبروه بأنه سيبعث ، وأنهم يؤمنون به إن أدركوه .
واختلفوا في قوله : ( من آمن بالله واليوم الآخر ) فقال قوم : هو خبر عن الذين هادوا والنصارى والصابئين ، والضمير يرجع إليهم ، لأن الذين آمنوا قد كانوا مؤمنين ، فلا معنى أن يشرط فيهم استئناف الإيمان ، فكأنه قال : إن الذين آمنوا ، ومن آمن من اليهود والنصارى والصابئين بالله واليوم الآخر ، فلهم أجرهم . وقال آخرون : من آمن منهم الضمير راجع إلى الكل ، ويكون رجوعه إلى الذين آمنوا بمعنى الثبات منهم على إيمانهم ، والاستقامة ، وترك التبديل ، وإلى الذين هادوا ، والنصارى ، والصابئين ، بمعنى استئناف الإيمان بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وما جاء به .
وقال بعضهم أراد من آمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد الايمان بالله ، وبالكتب المتقدمة ، لأنه لا يتم أحدهما إلا بالآخر ، ونظيره قوله : ( والذين آمنوا وعملوا



[1] قائله : الراعي عبيد بن حصين . وفي النسخ المخطوطة والمطبوعة : ( هجرتك ) بدل ( صرمتك ) .

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست