نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 222
تنظرون ) إلى أسباب الموت . وقيل : إلى النار . وإنما قرع الله سبحانه اليهود بسؤال أسلافهم الرؤية من حيث إنهم سلكوا طريقتهم في المخالفة للنبي الذي لزمهم اتباعه ، والتصديق بجميع ما أتى به ، فجروا على عادة أسلافهم الذين كانوا يسألون تارة نبيهم أن يجعل لهم إلها غير الله ، ومرة يعبدون العجل من دون الله ، وطورا يقولون : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة . واستدل أبو القاسم البلخي بهذه الآية على أن الرؤية لا تجوز على الله تعالى ، قال : لأنها إنكار تضمن أمرين : ردهم على نبيهم ، وتجويزهم الرؤية على ربهم . ويؤيد ذلك قوله تعالى فقد سألوا موسى أكبر من ذلك ، فقالوا أرنا الله جهرة . فدل ذلك على أن المراد إنكار الأمرين . وتدل هذه الآية أيضا على أن قول موسى : ( رب أرني أنظر إليك ) كان سؤالا لقومه ، لأنه لا خلاف بين أهل التوراة أن موسى عليه السلام ، لم يسأل الرؤية إلا دفعة واحدة ، وهي التي سألها لقومه . ( ثم بعثكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ( 56 ) ) . اللغة : البعث : إثارة الشئ من محله ، ومنه يقال : بعث فلان راحلته إذا أثارها من مبركها للسير ، وبعثت فلانا لحاجتي : إذا أقمته من مكانه الذي هو فيه للتوجيه إليها . ومنه يقال ليوم القيامة : يوم البعث ، لأنه يوم يثار الناس فيه من قبورهم لموقف الحساب . وبعثته من نومه فانبعث أي : نبهته فانتبه . والبعث : الجند يبعثون إلى وجه ، أو في أمر . وأصل البعث : الإرسال . المعنى : ( ثم بعثناكم ) أي : ثم أحييناكم ( من بعد موتكم ) لاستكمال آجالكم ، عن الحسن ، وقتادة . وقيل : إنهم سألوا بعد الإفاقة أن يبعثوا أنبياء ، فبعثهم الله أنبياء ، عن السدي . فيكون معناه : بعثناكم أنبياء . وأجمع المفسرون إلا شرذمة يسيرة ، أن الله لم يكن أمات موسى كما أمات قومه ، ولكن غشي عليه بدلالة قوله : ( فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك ) والإفاقة إنما تكون من الغشيان . وقوله : ( لعلكم تشكرون ) أي : لكي تشكروا الله على نعمه التي منها رده الحياة إليكم . وفي هذا إثبات لمعجزة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، واحتجاج على مشركي العرب الذين كانوا غير مؤمنين بالبعث ، لأنه كان يذكر لهم من أخبار الذين بعثهم الله
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 222