نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 202
الكبائر من أمتي . وما جاء في روايات أصحابنا ، رضي الله عنهم ، مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( إني أشفع يوم القيامة فأشفع ، ويشفع علي فيشفع ، ويشفع أهل بيتي فيشفعون . وإن أدنى المؤمنين شفاعة ، ليشفع في أربعين من إخوانه كل قد استوجب النار " . وقوله تعالى مخبرا عن الكفار عند حسراتهم على الفائت لهم مما حصل لأهل الإيمان من الشفاعة : ( فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ) وقوله : ( ولا يؤخذ منها عدل ) أي : فدية وإنما سمي الفداء عدلا ، لأنه يعادل المفدى ويماثله ، وهو قول ابن عباس ، ومعناه : لا يؤخذ من أحد فداء يكفر عن ذنوبه . وقيل : لا يؤخذ منه بدل بذنوبه . وأما ما جاء في الحديث : " لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا " فاختلف في معناه ، قال الحسن : الصرف العمل ، والعدل الفدية . وقال الأصمعي : الصرف التطوع ، والعدل الفريضة . وقال أبو عبيدة : الصرف الحيلة ، والعدل الفدية . وقال الكلبي : الصرف الفدية ، والعدل رجل مكانه . وقوله : ( ولا هم ينصرون ) أي : لا يعاونون حتى ينجوا من العذاب . وقيل : ليس لهم ناصر ينتصر لهم من الله إذا عاقبهم . ( وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ( 49 ) ) . القراءة : في الشواذ قرأ ابن محيصن ( 1 ) : ( يذبحون أبناءكم ) . الحجة : قال ابن جني : وجه ذلك أن فعلت بالتخفيف ، قد يكون فيه معنى التكثير ، وذلك لدلالة الفعل على مصدره . المصدر اسم الجنس ، وحسبك بالجنس سعة وعموما ، وأنشد أبو الحسن : أنت الفداء لقبلة هدمتها * ونقرتها بيديك كل منقر فكأنه قال : ونقرتها ، لأن قوله كل منقر عليه جاء ولما في الفعل من معنى المصدر الدال على الجنس ، لم يجز تثنيته ولا جمعه ، لاستحالة كل واحد من التثنية والجمع في الجنس .
( 1 ) محيصن بمهملتين مصغرا : اسمه عمر بن عبد الرحمن بن محيصن وهو قارئ أهل مكة مات سنة 123 ( راجع تهذيب التهذيب ج 7 ص 474 ) .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 202