responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 199


وتفضيل الله إياهم في أشياء مخصوصة لا يوجب أن يكونوا أفضل الناس على الإطلاق ، كما يقال : حاتم أفضل الناس في السخاء ونظير هذه الآية قوله ( وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ) إلى قوله . ( وأنتم تنظرون ) .
فإن قيل : فما الفائدة في تكرار قوله : ( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ) ؟ قلنا : لأنه لما كانت نعم الله هي الأصل فيما يجب شكره ، احتيج إلى تأكيدها ، كما يقول القائل اذهب اذهب ، عجل عجل . وقيل أيضا : إن التذكير الأول ورد مجملا ، والثاني ورد مفصلا . وقيل : إنه في الأول ذكرهم نعمه على أنفسهم ، وفي الثاني ذكرهم نعمه على آبائهم .
( واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون ( 48 ) ) .
القراءة : قرأ أهل مكة والبصرة : ( لا تقبل ) بالتاء . والباقون : بالياء .
الحجة : فمن قرأ بالتاء : ألحق علامة التأنيث لتؤذن بأن الاسم الذي أسند إليه الفعل وهو الشفاعة مؤنث . ومن قرأ بالياء : فلأن التأنيث في الاسم ليس بحقيقي ، فحمل على المعنى ، فذكر لأن الشفاعة والتشفع بمنزلة ، كما أن الوعظ والموعظة والصيحة والصوت كذلك . وقد قال تعالى : ( فمن جاءه موعظة ) و ( أخذ الذين ظلموا الصيحة ) . ويقوي التذكير أيضا أنه فصل بين الفعل والفاعل بقوله ( منها ) . والتذكير يحسن مع الفصل كما يقال في التأنيث الحقيقي : حضر القاضي اليوم امرأة .
اللغة : الجزاء ، والمكافأة ، والمقابلة : نظائر ، يقال : جزى يجزي جزاء ، وجازاه مجازاة ، وفلان ذو جزاء أي : ذو غناء . فكان قوله : ( لا تجزي نفس عن نفس شيئا ) أي : لا تقابل مكروهها بشئ يدرأه عنها . ومنه الحديث أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي بردة في الجذعة التي أمره أن يضحي بها : ولا تجزي عن أحد بعدك . وقال : البقرة تجزي عن سبعة أي : تقضي وتكفي . قال أبو عبيدة : هو مأخوذ من قولك جزا عني هذا الأمر . فأما قولهم أجزأني الشئ أي : كفاني فمهموز . وقبول الشئ هو تلقيه ، والأخذ به ، خلاف الإعراض عنه ، ومن ثم قيل

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست