نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 187
كقوله : ( ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به ) وإنما أراد بذلك نفي البرهان عنه على كل حال ، وأنه لا يجوز أن يكون عليه برهان . ومثله قوله ( ويقتلون النبيين بغير حق ) وإنما أراد أن قتلهم لا يكون إلا بغير حق . ونظائر ذلك كثيرة ، ومنه قول امرئ القيس : على لاحب لا يهتدى بمناره ، * إذا سافه العود الديافي جرجرا وإنما أراد أنه لا منار هناك فيهتدى به . وفي هذه الآية دلالة على تحريم أخذ الرشى في الدين ، لأنه لا يخلو إما أن يكون أمرا يجب إظهاره أو يحرم إظهاره . فالأخذ على مخالفة كلا الوجهين حرام . وهذا الخطاب يتوجه أيضا على علماء السوء من هذه الأمة ، إذا اختاروا الدنيا على الدين ، فتدخل فيه الشهادات ، والقضايا ، والفتاوى ، وغير ذلك . ( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ( 42 ) ) . اللغة : اللبس ، والتغطية ، والتعمية ، نظائر . والفرق بين التغطية والتعمية : إن التغطية تكون بالزيادة ، والتعمية قد تكون بالنقصان والزيادة ، وضد اللبس : الإيضاح . واللباس : ما واريت به جسدك . ولباس التقوى : الحياء . واللبس : خلط الأمور بعضها ببعض . والفعل لبس الأمر يلبس لبسا ، ولبس الثوب يلبسه لبسا . والفرق بين اللبس والإخفاء : إن الإخفاء يمكن أن يدرك معه المعنى ، ولا يمكن مع اللبس إدراك المعنى . والإشكال قد يدرك معه المعنى ، إلا أنه بصعوبة لأجل التعقيد . وقال أمير المؤمنين عليه السلام للحرث بن حوط : يا " حار ! إنه ملبوس عليك أن الحق لا يعرف بالرجال ، اعرف الحق تعرف أهله " . والباطل والبطل واحد ، وهو ضد الحق . والبطلان والفساد والكذب والزور والبهتان نظائر . وأبطلت الشئ : جعلته باطلا . وأبطل الرجل : جاء بباطل . الاعراب : قوله " وتكتموا الحق " : يحتمل وجهين من الإعراب : أحدهما : الجزم على النهي ، كأنه قال لا تلبسوا الحق ، ولا تكتموا ، فيكون عطف جملة على جملة . والآخر : النصب على الظرف بإضمار أن ، فيكون عطف الاسم على مصدر الفعل الذي قبله ، وتقديره لا يكن منكم لبس الحق وكتمانه . ودل تلبسوا على لبس ، كما يقال من كذب كان شرا له ، فكذب يدل
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 187