نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 156
وقوله " إنك أنت العليم " أي : العالم بجميع المعلومات ، لأنه من صفات ذاته ، وهو مبالغة العالم . وقيل : إنهم أثبتوا له ما نفوه عن أنفسهم أي : أنت العالم من غير تعليم ، ونحن المعلمون . وقوله ( الحكيم ) يحتمل أمرين أحدهما : إنه بمعنى العالم ، لأن العالم بالشئ يسمى بأنه حكيم ، فعلى هذا يكون من صفات الذات ، مثل العالم ، ويوصف بهما فيما لم يزل ، لأن ذلك واجب في العالم لنفسه . والثاني : إن معناه المحكم لأفعاله ، ويكون فعيلا بمعنى مفعل ، وعلى هذا يكون من صفات الأفعال ، ومعناه إن أفعاله كلها حكمة وصواب ، وليس فيها تفاوت ، ولا وجه من وجوه القبح . وعلى هذا فلا يوصف بذلك فيما لم يزل . وروي عن ابن عباس أنه قال : " العليم " : الذي كمل في علمه ، " والحكيم " : الذي كمل في حكمته . وفي هذه الآية دلالة على أن العلوم كلها من جهته تعالى . وإنما كان كذلك لأن العلوم لا تخلو إما أن تكون ضرورية ، فهو الذي فعلها . وإما أن تكون استدلالية فهو الذي أقام الأدلة عليها ، فلا علم لأحد إلا ما علمه الله تعالى . ( قال يا أدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ( 33 ) ) . القراءة : روي عن ابن عامر : أنبئهم بالهمزة وكسر الهاء . والباقون بضم الهاء . الحجة : من ضم الهاء حملها على الأصل ، لأن الأصل أن تكون هاء الضمير مضمومة ، وإنما تكسر الهاء إذا وليها كسرة ، أو ياء نحو بهم وعليهم . ومع هذا فقد ضمه قوم حملا على الأصل . ومن كسر الهاء التي قبلها همزة مخففة فإن لذلك وجها من القياس ، وهو أنه أتبع كسرة الهاء الكسرة التي قبلها ، ولم يعتد بالحاجز الساكن كما حكي عنهم هذا المرء ، ورأيت المرء ، ومررت بالمرء ، فأتبعوا مع هذا الفصل كما أتبعوا في اللغة الأخرى هذا امرؤ ورأيت امرأ ومررت بامرئ . وحكى أبو زيد عن بعض العرب : أخذت هذا منه ومنهما ومنهمي ، فكسر المضمر في الإدراج والوقف ، ولم أعرفه ولم أضربه . اللغة : الإبداء ، والإظهار ، والإعلان ، بمعنى واحد . وضد الإبداء الكتمان ، وضد الإظهار الابطان ، وضد الإعلان الإسرار . ويقال بدا يبدو بدوا
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 156