responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 124


المعنى : معنى هذه الآية يتعلق بما قبلها ، لأنه تعالى أمرهم بعبادته ، والاعتراف بنعمته ، ثم عدد لهم صنوف نعمه ليستدلوا بذلك على وجوب عبادته ، فإن العبادة إنما تجب لأجل النعم المخصوصة . فقال سبحانه : ( الذي جعل لكم الأرض فراشا ) أي : بساطا يمكنكم أن تستقروا عليها ، وتفترشوها ، وتتصرفوا فها ، وذلك لا يمكن إلا بأن تكون مبسوطة ساكنة دائمة السكون .
( والسماء بناء ) أي : سقفا مرفوعا مبنيا ( وانزل من ) نحو ( السماء ) أي : من السحاب ( ماء فأخرج به ) أي : بالماء ( من الثمرات رزقا لكم ) أي : عطاء لكم ، وملكا لكم ، وغذاء لكم . وهذا تنبيه على أنه هو الذي خلقهم ، والذي رزقهم ، دون من جعلوه ندا له من الأوثان . ثم زجرهم عن أن يجعلوا له ندا مع علمهم بأن ذلك كما أخبرهم به بقوله ( فلا تجعلوا لله أندادا ) . وقوله ( وأنتم تعلمون ) يحتمل وجوها أحدها : أن يريد أنكم تعلمون أن الأصنام التي تعبدونها ، لم تنعم عليكم بهذه النعم التي عددناها ، ولا بأمثالها ، وأنها لا تضر ولا تنفع وثانيها : أن يريد أنكم تعقلون وتميزون ، ومن كان بهذه الصفة فقد استوفى شرائط التكليف ، ولزمته الحجة ، وضاق عذره في التخلف عن النظر ، وإصابة الحق وثالثها : ما قاله مجاهد وغيره : إن المراد بذلك أهل التوراة والإنجيل دون غيرهم أي : تعلمون ذلك في الكتابين . وقال الشريف الأجل المرتضى ، قدس الله روحه : استدل أبو علي الجبائي بقوله تعالى : ( الذي جعل لكم الأرض فراشا ) وفي آية أخرى ( بساطا ) على بطلان ما يقوله المنجمون من أن الأرض كروية الشكل ، قال : وهذا القدر لا يدل لأنه يكفي من النعمة علينا أن يكون في الأرض بسائط ، ومواضع مفروشة ، ومسطوحة ، وليس يجب أن يكون جميعها كذلك . ومعلوم ضرورة أن جميع الأرض ليس مسطوحا مبسوطا ، وإن كان مواضع التصرف فيها بهذه الصفة . والمنجمون لا يدفعون أن يكون في الأرض سطوح يتصرف فيها ، ويستقر عليها ، وإنما يذهبون إلى أن جملتها كروية الشكل .
( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ( 23 ) ) .
اللغة : " إن " : دخلت ههنا لغير شك ، لأن الله تعالى علم أنهم

نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست