نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 114
الآية الأخرى " والذي جاء بالصدق وصدق به " وثانيها : أن يقال النون محذوفة من الذي كما جاء في قول الأخطل : أبني كليب إن عمي اللذا * قتلا الملوك ، وفككا الأغلالا وثالثها : أن يكون الكلام على حذف ، كأنه قال : مثلهم كمثل أتباع الذي استوقد نارا ، ثم حذف المضاف ، وأقام المضاف إليه مقامه كما قال الجعدي : وكيف تواصل من أصبحت * خلالته كأبي مرحب يريد كخلالة أبي مرحب ورابعها : أن يقال : أراد بالمستوقد الجنس لما في ( الذي ) من الإبهام ، إذ ليس يراد به تعريف واحد بعينه . وعلى هذا يكون جواب ( لما أضاءت ما حوله ) محذوفا ، كأنه قال طفئت . والضمير في قوله ( ذهب الله بنورهم ) يعود إلى المنافقين . وخامسها : أن يقال هذا تشبيه الحال بالحال فتقديره حال هؤلاء المنافقين في جهلهم ، كحال المستوقد نارا . وتشبيه الحال بالحال جائز ، كما يقال بلادة هؤلاء كبلادة الحمار . ولو قلت هؤلاء كالحمار لم يجز . ومعنى قوله ( وتركهم في ظلمات لا يبصرون ) معناه : لم يفعل الله لهم النور ، إذ الترك : هو الكف عن الفعل بالفعل . وهذا إنما يصح فيمن حله فعله ، والله سبحانه منزه عن أن يحله فعله ، فمعناه : إنه لم يفعل لهم النور حتى صاروا في ظلمة أشد مما كان قبل الإيقاد . وقوله " لا يبصرون " أي : لا يبصرون الطريق . ( صم بكم عمى فهم لا يرجعون ( 18 ) ) . اللغة : الأصم : هو الذي ولد كذلك ، وكذلك الأبكم : هو الذي ولد أخرس . وأصل الصم : السد . والصمم : سد الأذن بما لا يقع منه سمع . وقناة صماء : صلبة مكتنزة الجوف لسد جوفها بامتلائها . وحجر أصم : صلب . وفتنة صماء : شديدة . والصمام : ما يسد به رأس القارورة . وأصل البكم : الاعتقال في اللسان . وهو آفة تمنع من الكلام . وأصل العمى : ذهاب الإدراك بالعين . والعمى في القلب مثل العمى في العين : آفة تمنع من الفهم . ويقال : ما أعماه ، من عمى القلب . ولا يقال ذلك في العين ، وإنما يقال : ما أشد عماه . وما جرى مجراه . والعماية : الغواية . والعماء : السحاب الكثيف المطبق . والرجوع : قد يكون عن الشئ ، أو إلى الشئ .
نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 114