نام کتاب : تفسير مجمع البيان نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 107
به على ضربين أحدهما : بمعنى خلوت معه ، والآخر : بمعنى سخرت منه . وقد ذكرنا معنى الشيطان في مفتتح سورة الفاتحة . ويستهزئون أي : يهزءون ، ومثله يستسخرون أي : يسخرون . وقر واستقر وعلا قرنه ، واستعلى قرنه ، ورجل هزاءة يهزأ بالناس وهزأة يهزأ به الناس ، وهذا قياس . الاعراب : ( إنا ) : أصله إننا ، لكن النون حذفت لكثرة النونات ، والمحذوفة النون الثانية من إن ، لأنها التي تحذف في نحو : ( وإن كل لما جميع ) وقد جاء على الأصل في قوله ( إنني معكما ومعكم ) انتصب انتصاب الظروف نحو : إنا خلفكم أي : إنا مستقرون معكم . والقراءة بفتح العين ، ويجوز للشاعر [1] إسكان العين قال : وريشي منكم ، وهواي معكم ، * وإن كانت زيارتكم لماما المعنى : ( وإذا لقوا الذين آمنوا ) يعني إن المنافقين إذا رأوا المؤمنين ( قالوا آمنا ) أي : صدقنا نحن بما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، كما صدقتم أنتم . ( وإذا خلوا إلى شياطينهم ) قيل : رؤساؤهم من الكفار ، عن ابن عباس . وقيل : هم اليهود الذين أمروهم بالتكذيب . وروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام : إنهم كهانهم ( قالوا إنا معكم ) أي : على دينكم ( إنما نحن مستهزئون ) أي : نستهزئ بأصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ونسخر بهم في قولنا آمنا . ( الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ( 15 ) ) . اللغة : المد : أصله الزيادة في الشئ . والمد : الجذب ، لأنه سبب الزيادة في الطول . والمادة : كل شئ يكون مددا لغيره . وقال بعضهم : كل زيادة حدثت في الشئ من نفسه : فهو مددت بغير ألف ، كما تقول مد النهر ، ومده نهر آخر . وكل زيادة أحدثت في الشئ من غيره فهو : أمددت بالألف ، كما يقال : أمد الجرح ، لأن المدة من غير الجرح ، وأمددت الجيش . والطغيان : من قولك طغى الماء يطغى : إذا تجاوز الحد . والطاغية : الجبار العنيد . والعمه : التحير ، يقال : عمه يعمه فهو عمه وعامه . قال رؤبة :