الثاني : ما يمكن فيه توسيط وسائط من الملائكة أو غيرهم ، ممن أذن الله لهم في التصرف ، أو عن طريق تسبيب أسباب ، وإجراء سنن إلهية . . وقد تحدث الله عن نفسه في هذا القسم بصيغة الجمع . . كما أنه قد تحدث بصيغة الجمع في مقامات إظهار العزة والهيبة والجبروت . وجاء أيضاً بضمير الجمع حين كان الغرض الإشارة إلى مقام العزة والعظمة الإلهية ، أو أريد الإشارة إلى مشاركة الملائكة في كتابة الأعمال عن قرب ومعاينة ، فهو يقول : * ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) * [1] . .
قال تعالى : * ( أأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ) * [2] .
وقال تعالى : * ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) * [3] .
وقال تعالى : * ( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ ) * [4] .
وقال تعالى : * ( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً ) * [5] .
وقال تعالى : * ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ ) * [6] .
وقال تعالى : * ( ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ) * [7] .