الألوهية ونفي التأثير لغيره سبحانه ، وعن الوحدانية ، ونفي الشرك والشريك ، والصاحبة ، والولد ، نلاحظ : أنه في مثل هذه الموارد قد جاء بصيغة المفرد ، لأن المقام مقام تحديد ، فهو يقول : * ( لاَ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً ) * [1] .
ويقول : * ( مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَ لِيَعْبُدُونِ ) * [2] .
ويقول : * ( وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ) * [3] .
ويقول : * ( إِنَّنِي أَنَا اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي ) * [4] .
ويقول : * ( وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) * [5] .
ولكنه حين يريد أن يثبت مقام القدرة والاختيار ، والعطاء ، والفيض الإلهي في موارد الرحمة ، والنعمة ، والرزق والتدبير ، وجميع الموارد التي يريد أن يخاطب الإنسان فيها من موقع الكبرياء ، والعظمة . . والعزة ، والقدرة ، والربوبية وشؤونها ، التي تتجلى في العناية والرعاية ، والتدبير ، فإنه تعالى في جميع تلك الموارد يتكلم عن نفسه بكلتا الصيغتين .
وذلك لأن الأمور التي تدخل في هذا السياق على قسمين :
أحدهما : ما لا بد من التدخل الإلهي المباشر فيه ، ولا مجال لتوسيط أية جهة في إنجازه ، وينحصر التأثير به تعالى ، كالمغفرة ، والجزاء الآتي