في أي مستوى كانت تلك الميزات . ومن دون أن يتوقف عند أي من مراتب كل تلك المزايا والحالات . .
فهو بما أنه موجود إنساني ، مورد الاهتمام ، لا بما هو موجود مادي ، فخصائصه الإنسانية محل رعاية الله سبحانه . . فهو إذن مقصود ومرعي ، في أية حالة ، ومع كل مزية ، في حال فقده لها ، وفي حال حصوله عليها على حد سواء .
أما الإنسان في الآية التالية ، فيقصد به ذلك المعنى الأول ، أي من حيث هو بشر ، ولذلك أعاد التصريح بكلمة * ( الإِنْسَان ) * ، ولم يكتف بذكره بواسطة إرجاع ضميره إليه . .
الإنسان في أحسن تقويم :
وقد قال تعالى في آية أخرى : * ( نَذِيراً لِلْبَشَرِ ) * [1] ولم يقل : نذيراً للإنسان ، لأنه لا يستحق وسام الاستحقاق الإنساني ما لم يستجب للنذير ، وللهداية الإلهية ، إذ بدون ذلك يكون كالأنعام ، بل أضل سبيلاً ، إذ إن : * ( لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا ) * [2] ، أي لا يدركون بها المعاني الواقعية . ولا يتفاعلون معها بالمشاعر القلبية , من خوف ورجاء ، ونحو ذلك .
و * ( لَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا ) * [3] لأن المطلوب هو النفوذ إلى الأسرار والحقائق , لا النظرة المادية السطحية .
فهم إذن فاقدون لما يستحقون به وصف الإنسانية الذي أعلن عنه