بهم وطمأنينتهم لوجودهم ، وعذاب الحسرة لغيرهم ، وهم يرون ذلك .
ج - إن هذه الوقاية هي فعل الله سبحانه بهم ، من موقع ألوهيته ، أي أنه يقي من النار ، أو يعاقب بها بما هو مالك ، وقادر ، وعالم ، وحكيم ، وعادل ، الخ . .
أما جهة الربوبية ، فإنها تمثل التدبير ، والتفضل ، والرحمة ، والكرم ، والهداية ، والمحبة والحكمة . وهي قد أسهمت في تربيتهم ، ورعايتهم في دور تكاملهم ، وترشيد قدراتهم ، وإعدادهم بصورة أهلتهم للأعمال الصالحة التي استحقوا بسببها ومن خلالها هذا التكريم والتشريف الإلهي . .
د - لقد جاء تعالى بصيغة الماضي ، فقال : * ( وَقَاهُمُ ) * ولم يقل : سيقيهم الله ، ربما للإشارة إلى أن هذا الأمر هو من الأمور المقضية التي لا شك في حصولها ، إلى حد أنه يمكن الإخبار عن حصولها وتحققها بالفعل .
يضاف إلى ذلك : أن الزمان لا معنى له بالنسبة لما يختص بالذات الإلهية ، فإن كل شيء حاضر لديه تعالى خارج دائرة الزمان . . وإن لم نستطع نحن أن نتعقل ذلك ، فإن عجز عقولنا عن إدراك الذات الإلهية ، وصفاتها ، وغير ذلك مما يرتبط بها ، إنما هو بسبب قصور عقولنا ، لا لأجل أن تلك الأمور ليس لها عينية وثبوت في الواقع . .
ه - قد جاء التعبير بالفاء ، وبصيغة الإخبار عن أمر حاصل * ( فَوَقَاهُمُ ) * . . ربما لكي لا يكون التعبير بصيغة يفهم منها السامع : أنها وعد بأمر مستقبلي ، لأن البشر قد يتخوفون من تبدل مقتضيات الوفاء بالوعود ، أو من حصول موانع من ذلك . .