قال تعالى :
* ( فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً ) * .
« فَوَقَاهُمُ اللهُ » :
هناك عدة نقاط لا بد من الإشارة إليها ، وهي التالية :
ألف - إن الوقاية هي جعل ما يمنع من وصول ما يكره وصوله إلى شيء مّا . .
وقد اختير التعبير بالوقاية هنا ، ربما ليشير تعالى به إلى أن شر ذلك اليوم سوف لا يتعرض له أحد بما يوجب بطلانه وإزالته ، بل هو يبقى قائماً مستمراً ، وفاعلاً ومؤثراً . . وإنما يكون التعامل معه بطريقة إيجاد المانع من تأثيره . . وليس بالاستهداف المباشر له ، للقضاء عليه ، أو إسقاطه عن التأثير . .
وهذا معناه : أن وجود ذلك الشر مستند إلى مقتضيات ، وأن موجبات وجوده قائمة ، فلا يصح التعرض له مع بقاء تلك الموجبات . .
ب - إن التصرف الإلهي ليس في ذات أولئك الأبرار ، حيث لم يبعدهم تعالى عن الشر بصورة قاهرة ، وإنما جعل لهم ما يقيهم ويحفظهم منه . . ومعنى هذا أن تواجدهم في مواقعهم على حالة الحفظ والوقاية هو الآخر مطلوب ومحبوب . .
ولعل من أسباب مطلوبيته إظهار فضلهم وكرامتهم ، وسرور المؤمنين