responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 247


ومعنى ذلك : أن نفي الجزاء بقوله : * ( لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً ) * . . لا يعني أنه لا يطلب الشكر ، ولذا احتاج إلى التصريح بأنهم كما لا يريدون الجزاء ، كذلك هم لا يريدون الشكر أيضاً .
ولكن لو طلب الباذل الشكر ، فذلك معناه أنه لا يريد الجزاء والمقابل . .
ولذلك نجد العقلاء لا يستسيغون من الباذل الذي يطلب الشكر ، أن يطلب الجزاء بعد ذلك . . بل هم يقبحون طلبه هذا . . ولكنهم لا يقبحون طلب الشكر بعد الحصول على الجزاء .
الشكور :
قلنا : إن الجزاء هو مقتضى الحق والعدل . . والعدل مرحلة لا بد من إنجازها ، ليتوصل من خلالها إلى ما هو أرقى ، وأسمى منها . .
غير أن العدل يمثل الخط الذي لا بد من الالتزام به ، ليتمكن الإنسان من الخروج من دائرة الخطر والهلاك .
لكن درجات الصعود على السلم للوصول إلى الغايات السامية ، تحتاج إلى جهد ، وعمل آخر يتمكن الإنسان من خلاله من الصعود عليها ، درجة إثر درجة ، ولهذا صح تشريع الجهاد ، وصح طلب الإيثار على النفس ، الذي مدحه الله سبحانه بقوله : * ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ) * . .
وذلك لأن إعطاء الإنسان ماله لغيره ، يحتاج إلى دافع قوي ، حتى لو كان المعطي غير محتاج إلى ذلك المال . .
أما كان هو محتاجاً له . . فإن إعطاءه للغير يحتاج إلى دافع أقوى وأشد ، ليقدم حاجة غيره ، على حاجة نفسه . وهذا هو الإيثار الذي

نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست