كرامتهم ، وأرواحهم ، ويسعى في إبطال دين الله ، وإلى أن يسلبهم الحق الذي جعله الله تعالى لهم ، في العيش بكرامة ، في ظل رعاية الله ، ورفض حكم الطاغوت ، والتحرر من هيمنة الباطل وأهله . .
نعم . . ليس من العدل أن يفعل هو ذلك ، ثم يُكلِّف هؤلاء المظلومون ، المعتدى عليهم ، بالإنفاق عليه ، وبذل أموالهم في سبيله ، لمجرد أنهم استطاعوا أن يبطلوا كيده ، وأن يمنعوه من مواصلة العدوان . . خصوصاً ، إذا كان لا يوجد ما يضمن عدم معاودته الكرة عليهم ، بمجرد امتلاكه عناصر القدرة على ذلك ، وارتفاع الموانع . .
ومع غض النظر عن هذا وذاك ، نقول : إن الواجب هو الإنفاق على الأسير ، حيث تتوفر القدرة على ذلك . . أما مع العجز ، فإن إعطاء بعض الحرية ، ليتولى هو بنفسه شؤون نفسه ، لا بد أن يعتبر من أعظم الإحسان إليه ، ومن مظاهر التفضل عليه . .
إن الحديث عن مسؤولية النظام الذي أسره عنه ، غير دقيق ، وذلك لما يلي :
أ : إنه لم يكن هناك أي مبرر لنشوء بيت مال للمسلمين ، في تلك الظروف الصعبة التي ألمحنا إليها . .
ب : إن الإسلام يرى : أن للآسر حقاً في الأسير ، وفي فدائه ، ما دام أنه هو الذي تمكن من أسره . . خصوصاً في ذلك الزمان الذي كان قتل الأعداء وأسرهم مستنداً إلى فعل الأشخاص مباشرة ، وهو نتيجة جهدهم ، وتضحياتهم ، وبطولاتهم . .
وحتى في هذه الأيام ، فإن المفروض هو إيجاد صيغة تسمح لكل من شارك في الحروب المشروعة بأن يستفيد من غنائمها ، على أن