بأدنى حالاته ، وأقل مستوياته . .
ولكن . . أن يصدر هذا القول منهم ، لكل سائل أتاهم ، فذلك قد يكون غير مألوف .
والذي نراه هو : أن من الممكن أن يكونوا قد قالوا لهم ذلك ، حين رأوا علامات الدهشة والخجل ترتسم على وجوههم ، وهم يرون هذا الإيثار العظيم من هؤلاء الصفوة ، فتأتي هذه الكلمات لكي تطمئنهم إلى أنهم غير مطالبين برد هذا الجميل ، لأنهم إنما يطعمونهم لوجه الله تعالى . .
إن الإحسان حسن في حد ذاته ، ولكن شرط أن لا يشعر السائل بالمن والأذى . . لأن السائل شديد الحساسية تجاه من يعطيه ، حتى إنه قد يفسر احترامه له على أنه حركات تهدف إلى تذكيره بما أعطاه .
فإعلامه بأنه لا منة لأحد عليه ، إحسان آخر إليه ، فكيف إذا بلغ ذلك حداً جعله يشعر بأنه هو المتفضل على من أعطوه ، لأنه كان سبباً في نيلهم الثواب والفضل عند الله تعالى ، فإن ذلك سوف يؤنسه ، ويدخل السرور والبهجة على قلبه . .
ولأجل ذلك كان يهتم الأئمة [ عليهم السلام ] بالتزام سرِّية العطاء ، حتى إن الإمام السجاد [ عليه السلام ] كان يعول مئة أهل بيت ، يحمل لهم ليلاً أجربة الدقيق على ظهره ، ولم يعرفوه حتى مات [1] .