يطعمون . . إلى صيغة المخاطب : * ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُم ) * .
ولكن طريقة التغيير في السياق ، قد جاءت فريدة ومتميزة ، إذ إنه لم يذكر هنا أي نحو من الأنحاء التي يتم بها الانتقال من الغيبة إلى الخطاب ! !
فهل يريد أن يقول : إن لسان حالهم هو هذا : * ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُم لِوَجْهِ الله ) * ؟ ! .
أم أنه يريد أن يقول : إنهم كانوا يقولون للسائلين هذه الكلمات ؟ ! . .
فإن كان سبحانه وتعالى ، قد قال ذلك على سبيل أن هذا هو لسان حالهم ، فنقول : إن ذلك يحتاج إلى أن يقترن بشاهد يبينه ، فإذا قال الراوي ، مثلاً : إن لسان حال الإمام الحسين [ عليه السلام ] هو :
إن كان دين محمد لم يستقم * إلا بقتلي يا سيوف خذيني فشاهد ذلك هو تضحيته عليه السلام ، بأخوته وبولده ، حتى الطفل الرضيع ، وصبره على آلام الجراح . .
وفي واقعة إطعام الطعام - تجد أن هناك ما يشهد للسان الحال هذا ، فإن حياتهم [ عليهم السلام ] كلها لله سبحانه ، وفي سبيله . . كما أن نفس المفردات والخصوصيات التي قررناها في شرحنا لحال الباذلين ، ولحال السائلين تشهد بذلك أيضاً .
وإن كان المراد بالآيات هو أنهم [ عليهم السلامٍ ] كانوا يقولون - فعلاً - للسائلين هذه الكلمات : * ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُم لِوَجْهِ الله ) * ، فقد يكون الوجه في ذلك هو أنهم [ عليهم السلام ] كانوا يريدون للسائلين أن يطمئنوا إلى أنهم سيعاملونهم بما يحفظ لهم ماء وجههم وكرامتهم ، إذ إنهم لا يريدون منهم جزاء ، بل هم لا يريدون منهم حتى الشكر ، ولو