responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 217


من محاولة للخروج من المأزق ، فلم يفلح .
وواضح : أن الإنسان إذا بلغ هذا الحد ، فإن أمله يتضاءل ويذوي . . كما أنه يفقد شيئاً من عنفوانه ، ومن قوة شخصيته .
إذن ، فحالة هذا الشخص تثير العطف الشديد ، وتوجد اندفاعاً قوياً لمساعدته ، ممن يرى ذله ، وعجزه ، وحاجته ، وانكساره . .
وفي المقابل كان الباذلون للطعام ، الذي تتحدث عنه الآية الشريفة ، قد صاموا يوماً كاملاً ، واحتاجوا إلى الطعام بصورة حقيقية وفعلية ، وضعفت أجسادهم ، ولا سيما أجساد الأطفال الذين في جملتهم ، وكانوا صائمين أيضاً . .
وهؤلاء الأطفال لا كسائر الأطفال ، بل هم خيرة الله سبحانه من خلقه ، وصفوته من عباده . .
وقد كان من الطبيعي أن يتنازع أولئك الباذلين عاملان . . أحدهما يدفعهم للبذل ، وهو حالة المسكين الصعبة للغاية . . وحالة حاجتهم الذاتية للطعام . . وثانيهما الحاجة العاطفية للاحتفاظ به لأجل طفلين هما الغاية في الكمال ، والنبل ، والفضل ، والصفاء . . ولا شك في أن أحداً على وجه الأرض ، لا يملك مواصفاتهما ، وميزاتهما .
فإمكانية الاستجابة للعامل الأول تبقى موجودة ، وفيها شيء من القوة . . فإذا استجابوا له ، فإنهم - ولا شك - يكونون قد قاموا بعمل عظيم ، ولكنه ليس مستحيلاً ، بسبب قوة التحريك للعطاء ، من خلال الانسجام العاطفي والإنساني ، مع حالة المسكين .
ومن جهة أخرى ، فقد كان بالإمكان أن يعطوا المسكين بعضاً من طعامهم على سبيل المشاركة ، والتسوية بالنفس . . ولكنهم لم يفعلوا ذلك ،

نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست