responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 188


والبغض ، وتوجد الخوف أيضاً ، فإن الخوف ينتج التحرز ، والرقابة والتصحيح ، كما أن لأعمال الخير أيضاً ، دوراً كبيراً في ترسيخ هذا الإيمان وتعميقه في داخل النفس الإنسانية . .
وبذلك نعرف السبب في أنه تعالى ، قد بدأ بالحديث عن الخوف ، الذي هو انفعال في المشاعر والأحاسيس ، التي تتصل بالقلب ، المحتضن للقناعة ، التي هيأتها له الهدايات الأخرى ، مثل الفطرة ، والعقل ، من خلال الدليل . .
فالذين يخافون يوماً كان شره مستطيراً ، قد تجاوزوا وقطعوا كل تلك المراحل بنجاح .
وبذلك يتضح : أن الدليل العقلي ، والفطري ، وكذلك الشرعي في بعض المراحل ، يثبت الأمور الغيبية التي هي الركائز الأساسية ، مثل : وجود الله وصفاته ، والنبوة ، والعصمة ، وصفات النبي ، والحساب ، والعقاب ، ثم يثبت الإمامة وغير ذلك من شؤون العقيدة . . ويتلقى ذلك القلب بالقبول والرضا ، ويحصل له السكون والرضا ، ثم تتكون المشاعر والأحاسيس ، وتتربى وتنشأ ، وفقاً لما رفدها به القلب ، حتى تترسخ في عمق وجود الإنسان ، وتصبح هي حركاته العفوية ، وعينه التي يبصر بها ، وأذنه التي يسمع بها . ويكون الخوف من منتجاتها ، وتكون الرقابة والرصد ، والتحرز والتمنع . . والتصحيح . . والإعداد والاستعداد لكل طارئ . .
وهذا الخوف يكشف عن أن كل تلك المراحل قد كانت سليمة ، خالية من أي ضعف ، قادرة على التأثير . وقد أثرت بالفعل .
بل إن ثبوت وصف الخوف ، لهؤلاء الصفوة الأبرار ، خصوصاً إذا كان شاملاً لكل موارد احتمال التكليف والمسؤولية . . يجعله في عداد ما

نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست