حديد ، أو أنه سيطعمهم من الزقّوم والضريع الخ . . بل ترك الأمر مبهماً فيما يرتبط بما سيواجهونه من مصير . .
فقد يقال : إن هذا الإبهام قد قصد به التهويل بالأمر وتعظيمه ليذهب تفكير الإنسان وخياله في تصور هول هذا العذاب أو هذا المصير المشؤوم إلى أي مدى شاء ؛ بحيث لا يريد أن يضع لتصوراته أي حدود أو قيود . .
وقد يكون سبب هذا الإبهام ( إذا فسرنا الويل بالمصائب والبلايا ) أنه يريد أن لا يتحدّث عن عذابهم بصورة تفصيلية ، فاكتفى بإثبات المصاب العظيم لهم ، ولم يحدد كونه في الآخرة أو في الدنيا ، ولا غير ذلك من خصوصياته وحالاته . وذلك مسايرة منه للتخيّل الحاصل لهم ؛ لأنهم يكذبون بالدين ، فإن إبهام العقاب ، وكميته ، ونوعه ، وموقعه : أين ، وكيف ، وما هي وسائله ، ومراحله ، يتناسب مع ما يدور في خلدهم ، ومع الذهنية التي يعيشونها ؛ وذلك ليفهمهم أن تكذيبهم بالدين لا يحل مشكلتهم ، ولا ينجيهم من عقابه سبحانه وتعالى .