خصوص الحالة الإنسانية ، ولم يتحدّث عن الاندفاع إلى مساعدة المسكين بدافع التقرّب إلى الله سبحانه ، ربما لأنه يفقد هذا الدافع ؛ لأنه لا يخاف الله ، وإنما يخاف من العصا ، وإذا كان لا يؤمن بجزاء ولا بحساب ولا بعقاب ولا بيوم دين ، فليس ثمة من عصا يخافها .
وربما كان هذا هو السبب في أنه تعالى قد أبرز الصفة الأشد سوءاً لديه وهي كونه يفقد العاطفة الإنسانية ، والمشاعر النبيلة التي لا يخلو منها بشر - بحسب العادة - حتى ولو لم يكن مؤمناً ، إلاّ أن المكذّب بالدين هو الذي يفقدها .
لا يكفي الإستدلال :
وقد ظهر مما تقدّم : أن التكذيب بالدين ، يفقد الإنسان خصائصه الأخلاقية ، والإنسانية ، أو يضعفها ، الأمر الذي يؤدي إلى أن تضعف في نفسه المشاعر والأحاسيس والقيم . وهذا بدوره يؤدي إلى صعوبة التسليم والانقياد لله « عز وجل » ، حتى لو قامت الأدلة عنده على الألوهية والتوحيد .