إذا كان حال المسكين هو هذا ، فأي قلب لدى هذا الإنسان الذي ليس على استعداد حتى لأن يحث غيره على إعطاء الحق إلى صاحبه ، رغم أن الحق هو من جنس الطعام الذي به قوام الحياة ، ورغم أن صاحب الحق هو إنسان قد بلغ به الفقر حداً أسكنه عن الحركة ، وأخمد نبضات الحياة فيه .
نعم . . لقد بلغت الصلافة والقسوة بهذا المكذب بالدين حداً خطيراً . . ومرعباً . . فلن تجد لديه أي أثر للمشاعر الإنسانية وللأخلاق النبيلة ، ويكفيك شاهداً على ذلك ، أنه ليس على استعداد لأن يتفوّه ولو بكلمة واحدة تحثّ غيره على إيصال مال الناس إليهم ، حتى ولو كان صاحب المال مسكيناً ، وكان ماله من جنس الطعام . فهل يمكن والحال هذه أن نتوقّع منه أن يسخو بمال نفسه على أي إنسان آخر ؟ مهما كانت حالة ذلك الإنسان بالغة السوء والهوان ؟ ! .
الحديث عن حالة إنسانية :
ونلفت الانتباه إلى أن الله « عز وجل » قد تحدّث هنا عن