إنسانية ، ويحتاج إلى رفق وحنان ، وعاطفة ليعوّضه عما فقده ، ويسد له خصوص هذا النقص ، ويدبر أموره بحكمة ، وبدافع عاطفي إنساني .
فإذا توجّه هذا اليتيم إلى من يأمل فيه ذلك ، فواجهه بالقسوة والعنف ، فكيف ستكون حاله ، وكيف يمكن وصف مشاعره وانفعالاته في تلك اللحظات .
فالذي يدعّ اليتيم يفقد الدافع الإنساني والشرعي لمساعدته ، والرادع الخلقي والشرعي عن الإساءة إليه ، فهو لا يملك مشاعر إنسانية ، ولا عاطفة لديه ، ولا يشعر بآلام غيره ، ولا يحس بالمسؤولية الشرعية ، ولا يرى أن هناك جزاء على فعله ، ولا يخاف من حساب ولا عقاب ولا عتاب ، ومن يكون كذلك ، فأي شيء يمنعه من الإيذاء والاعتداء على الآخرين والإساءة إليهم ، ولماذا لا يتلذذ بزيادة آلام المعذبين ، والتشفّي بهم ؟ ! .
منتهى السقوط البشري :
ثم إنه تعالى قال : * ( وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسْكِين ) * فأشار سبحانه هنا إلى أدنى درجة انحط إليها