بها ، فسيكون في ذلك بعض الإيحاء بأنّ من يتحدّث عنه يملك عقلاً ووعياً ، مع أنه تعالى لا يريد أن يعترف لهذا المكذّب بالدين ، بشيء من ذلك ؛ لأنه لا يستحق هذا الوسام الشريف . وسيأتي حين الحديث عن كلمة * ( الذِي يَدُعُّ اليَتيم ) * ما لعله يفيد في هذا الموضع أيضاً ، فلا بأس بمراجعته .
* ( يُكذِّبُ ) * :
وهو تعالى قال : * ( يُكذِّبُ ) * بصيغة المضارع ، ولم يقل : كذّب « بصيغة الماضي » ، أو المكذّب « بصيغة اسم الفاعل » .
ولعل السبب في ذلك هو أن الفعل المضارع يفيد التجدد والاستمرار ، فكأنه تعالى يريد أن يفيد استمراره في ذلك ، وأنه لم ينقطع عن هذا التكذيب ، بل هو مصرّ عليه ، ولم يزل يصدر منه مرة بعد أخرى .
كما أنه يريد أن يلفت النظر إلى اختيارية هذا الأمر ، وأنه يصدر عن فاعله باختياره .
أما لو قال : « أرأيت الذي كذّب » - بصيغة الماضي - فلا يفيد استمرار التكذيب ، فلعلّه حدث مرّة وانتهى .