responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة الفاتحة نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 83


وقد أكد هذا الأمر فرعون باستعماله كلمة « ما » التي تستعمل بالأصل في غير العاقل .
ونقول :
إنه تخيّل باطل ، فأما بالنسبة لكلام فرعون ، فهو يريد أن يوهّن ويحقّر مقام الربوبية الذي يتحدّث عنه موسى ، ويُظهر للناس أنه رب غير عاقل ، ولا يصلح لأجل ذلك للربوبية ، ليثبت للناس : أنه هو ربهم الأعلى .
وأما كون كلمة : * ( رَبّ الْعَالَمِينَ ) * بدلاً مما قبلها ، فذلك لا يضر ، ما دام أنه يمكن أن يكون موسى « عليه السلام » قد أراد التعبير عن هذا الرب بذكر ميزات عديدة له ليدفع أي لبس أو اشتباه ، فذكر ربوبيته للسماء والأرض ، وللعقلاء أيضاً - وهم العالمون - فليست الآية بصدد إجمال ما تقدم بجميع خصوصياته .
ربي أم رب العالمين ؟ ! :
وأما لماذا لم يقل : الحمد لله ربي ، أو ربنا . بل قال : * ( رَبّ الْعَالَمِينَ ) * ، فلأنه تعالى يريد منا : أن نحيا حياة اجتماعية ويعين بعضنا في مسيرتنا نحو الكمال ، إذ لا يكفي التكامل الفردي والشخصي ، فيكون الناس أفراداً ، يحيون حياتهم الخاصة منفصلين تمام الانفصال بعضهم عن بعض .
فالله يتعامل معنا من موقع المربي للعالمين جميعاً ، وعلينا أن نتعامل معه من موقع الاستجابة لهذه التربية وبمرونة اجتماعية عامة

نام کتاب : تفسير سورة الفاتحة نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست