والقيومية ، الخ . . فانتزعنا من هذه الأفعال الاختيارية صفات جمال وأضفناها إلى ذاته المقدسة : كالخالق والشافي والعالم ، والقادر الخ . . فالحمد إذن ينتهي إليه . قال تعالى : * ( لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) * [1] .
فإذا سبحت الله بالحمد فإنك لم تنف النقص بالقول وحسب ، بل جئت بما يدل على انتفاء ذلك النقص عملياً . لأن حمدك هذا يدل على صدور فعل اختياري عنه تعالى قد تجسد في الخارج ، بل إن ذلك يدل على أزيد من نفي النقص ، وأزيد من الكمال .
وتوضيح ذلك : أنه قد يكون شخص مستجمعاً لكل الصفات البشرية كالعينين والأذنين واليدين والرجلين والعقل الخ . . فهو إذن كامل لا نقص فيه . وقد يكون شخص فيه مما يزيد على هذا الكمال ، ككونه جميل الصورة ، أو أنه عالم . أو قوي ، أو كريم ، أو نحو ذلك .
والأمر بالنسبة للذات الإلهية من هذا القبيل ، فإن نفي النقص يستبطن إثبات الكمال ، وهذا مرتبة أولى ، ثم يكون إثبات صفات زائدة على الكمال مرتبة ثانية ، فإذا حمدته تعالى فإنك تكون أثبت له الكمال بنزاهته عن النقص بالدليل وتكون أيضاً