لماذا المغضوب ؟ :
أما السؤال : من هم الذين صدر منهم الغضب على أولئك الناس ، فجوابه :
1 - أننا لا نجد ضرورة لاعتبار فاعل الغضب على أولئك المجرمين هو خصوص الذات الإلهية المقدسة ، إذ أن كل من له ذرة من الوجدان ، والعقل والضمير لا بد أن يغضب على المجرمين والمنحرفين . فليكن غضب كل هؤلاء أيضاً بالإضافة إلى غضبه تعالى مقصوداً في هذه الآية . ولأجل ذلك لم يعين سبحانه فاعل الغضب ، بل جاء باسم المفعول : * ( الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ) * والله تعالى يريد منا أن نغضب من الانحراف وأن نشعر بأننا معنيين بسلامة الحياة الإنسانية ، وأن نترجم هذا الشعور غضباً ونفوراً ممن يعبث ويهدد السلامة .
أليس الله وملائكته ، والمؤمنون ، وكل الشرفاء ، والعقلاء ، وأصحاب الضمير الحي معنيين بمكافحة من سب الله ورسوله ، وسب علياً ، وفاطمة ، والحسنين ، والأئمة على منابر ، وابتزهم حقهم ؟ ! .
ألسنا جميعاً معنيين بمكافحة من احتل أرضنا وعاث فيها فساداً ، وأهان وعبث بمقدساتنا ، واستحل دماءنا ، وأعراضنا ، وأموالنا ، وأوطاننا ؟ !