لله عز وجل بمستوى رسوخ هذه العقيدة ، وبمستوى وضوحها أيضاً . لتصبح ممارسة هذا التوحيد على درجة من العفوية والفطرية ، بعيدة عن حالات الرياء والعجب والكبر وعبادة الذات ، والمال ، والمنصب ، والزعيم ، والحزب ، والبنين ، والسلطة ، والهوى ، وما إلى ذلك من أمراض نفسية تتنافى مع عقيدة التوحيد في العبادة .
فالرياء شرك ، سواء أكان العمل ضرورة حياتية للفرد أو للمجتمع . لأن الرياء معناه جعل قسم من هذا العمل لجهة أو لشخص أو لفئة أخرى غير الله سبحانه ، بحيث يكون لهؤلاء تأثير ومشاركة .
إذن ، فلا بد من تخصيص العبادة لله ، ولا بد من توحيد العبادة له تعالى ؛ لأنه وحده المستحق لها ، ليصبح قولنا : * ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) * له معناه ومغزاه الحقيقي ، بعد أن وضحت الرؤية التوحيدية العقائدية ، في العبادة ، وفي السلوك والعمل . منذ بدأنا بكلمة بسم الله . . حتى انتهينا إلى * ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) * . فأثمرت تلك النظرة ، وتلك العقيدة عبادة خالصة له سبحانه دون سواه ، وأثمرت سلوكاً توحيدياً ، فلا يستعين بغيره تعالى .
وظهر وحصل الربط بين العقيدة والسلوك بصورة طبيعية وواقعية .