( ولا يجب أن يشتمل الزمان على ليل ونهار ) وقد تكون القطعة طويلة وقصيرة . قال تعالى : * ( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) * [1] . وقال : * ( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) * [2] .
واليوم الذي فيه الليل والنهار هو اليوم الدنيوي . بل إننا حتى في اليوم الدنيوي نجد أماكن يكون فيها الليل بمقدار ستة أشهر . بل قد يقال : إن بعض الأماكن لا تغيب عنها الشمس أبداً ، أو تغيب عنها بمقدار ساعة واحدة مثلاً . فإذا أراد سكان تلك البلاد أن يمارسوا عباداتهم من صوم وصلاة مثلاً ، فإن عليهم أن يراقبوا حالة أقرب البلاد إليهم ويعملوا على هذا الأساس .
ومن جهة أخرى ، فإن لغة القرآن هي العربية ، وهي اللغة التي وضع الناس مفرداتها للدلالة على أمور حسية في بداية الأمر ، ثم وضعوا ألفاظاً للدلالة على المعاني القريبة من الحس . وهي التي يتلمسون آثارها ، ويحسون بها . ثم بدأوا يتوسعون في استعمالاتهم لها إلى ما هو أبعد وأدق ، وذلك بواسطة المجازات والكنايات والجري والانطباق ، والاستعارات ، وبواسطة تركيب الألفاظ بطريقة معينة ، لتدل على المعاني المطلوبة . فاستعمال كلمة يوم في