النبوّة والرسالة إلَّا أنّه قد يكون في مقام الولاية أعلى وأرفع من كلّ الأنبياء والمرسلين كما أنّ الأئمّة المعصومين عليهم السلام مع أنّهم ليسوا بأنبياء ورسلا لكنّهم أفضل من الأنبياء والرسل من حيث الولاية ، إلَّا النبيّ الخاتم ( ص ) .
ثمّ إنّ مرجع التفاوت بين درجات الأنبياء والتفاضل في مقاماتهم الَّتي سنستفيدها وسنذكرها من القرآن يعود في الأصل إلى التفاوت في مقام الولاية لكل واحد منهم ، واللَّه هو العالم .
المقامات والأوصاف العينيّة للأنبياء ( ع ) راجع في الآيات المرتبطة في هذا العنوان ص 155 إلى ص 165 من المقدّمة التالية الفارسيّة .
تفسير الإنسان وبيان درجاته ودركاته في القرآن في البداية نشير إلى جملة من الآيات المباركة :
ألف - أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّه كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّه ومَأْواه جَهَنَّمُ وبِئْسَ الْمَصِيرُ . هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّه واللَّه بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ ( آل عمران 162 - 163 ) .
ب - أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ومَغْفِرَةٌ ورِزْقٌ كَرِيمٌ ( الأنفال 4 ) .
ج - ولَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ والإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها ولَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها ولَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ ( الأعراف 179 ) .
د - إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ولَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً ( النساء 145 ) .
وإن كان تفسير الإنسان الَّذي هو المظهر التامّ لجلال وجمال اللَّه تعالى ، فيجب في النهاية أن يكون متخلَّقا بأخلاق الحقّ تعالى الَّتي هي نفس الأسماء الحسنى للَّه سبحانه ، لكي يكون مرآة لظهور أسمائه الحسنى ، شرع من ابتداء هذه المقالة ، ولكن تلك المطالب