وسلاطينهم أن ينظروا في هذا الكتاب نظر إصلاح وتنقيح ، لا نظر مسامحة وإغماض ، وأن يتصرّفوا فيه تصرّف الشيخ في تلميذه ، لا تصرّف المحبّ في محبوبه ، لأنّ ثمرة هذا بالحقيقة لا ترجع إلَّا إليهم لقوله تعالى :
فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِه وإِنَّا لَه كاتِبُونَ ( الأنبياء 94 ) .
وفائدته لا تصل بالتحقيق إلَّا إلى حضرتهم ، لقوله تعالى :
أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ( آل عمران 195 ) .
شعر :
جزى اللَّه خيرا من تأمّل صنعتي وقابل ما فيها من السّهو بالعفو وأصلح ما أخطأت فيها بفضله وفطنته واستغفر اللَّه من سهوي التشيّع والعرفان إنّ من جملة الخصوصيّات الشخصيّة للسيّد حيدر أنّه في جميع كتبه ولا سيّما في كتاب جامع الأسرار كان مدافعا عن حريم الشيعة الإماميّة وعن حريم العرفان الحقيقي ، ويعتقد بأنّ مذهب الشيعة الإثنا عشريّة هو مذهب الحقّ من بين المذاهب الإسلاميّة ، وأنّ الشيعة الإماميّة هم أهل السعادة ، والتشيّع لمدرسة أهل بيت العصمة والطَّهارة هو الصراط المستقيم لأنّه لا طريق إلى الحقّ إلَّا طريق أهل البيت ( ع ) الَّذي هو نفس طريق النبيّ ( ص ) وطريق اللَّه سبحانه وتعالى :
وكذلك يعتقد السيّد أنّه لا فرق بين التشيّع الحقيقيّ وبين العرفان الواقعيّ ، وأنّ عقائد واصول كلّ من التشيّع والعرفان أخذت من الأئمّة ( ع ) ولذلك فالشيعيّ الحقيقيّ هو العارف الواقعيّ كما أنّ العارف الحقيقيّ هو شيعيّ واقعيّ .
وإليك طرفا من كلمات السيّد في هذا المجال . قال في جامع الأسرار ص 53 :
« التمس منّي جماعة من إخواني الصّالحين » إلى آخر العبارة .
وأيضا قال في نفس الكتاب ص 216 :