تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وكِتابٍ مُبِينٍ ، هُدىً وبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ( النمل 1 و 2 ) .
حم ، والْكِتابِ الْمُبِينِ ، إِنَّا أَنْزَلْناه فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ( الدخان 1 - 3 ) .
فمن خلال التأمّل في الآيات السابقة والجمع بينها جنبا إلى جنب يعلم : أنّ المراد من الكتاب المبين هو القرآن ، لا اللَّوح المحفوظ أو أم الكتاب ، أو الخزائن الإلهيّة أو غير ذلك .
نعم نفس هذا القرآن فيه من الحقائق والمعارف ما لا نهاية له لأنّه مرتبة نازلة من مراتب العلم الإلهي وهو مطابق لكلّ العوالم أي القرآن وجودها الكتبي والكلامي ، وكذلك الإنسان الكامل ، فهو كون جامع أي هو جامع لتمام الأكوان والعوالم .
ولم يكتب في تاريخ الإسلام تفسير للقرآن يبيّن جميع الحقائق الَّتي يحويها القرآن ، بل إلى الآن لم يصل أحد إلى أعماق ذلك المحيط الَّذي لا ساحل له ، بل لم يقم أحد بالسباحة فيه ولم يعرف حدود ساحله بعد .
نعم الَّذي يمكن أن يدرك حقائق القرآن هم أهل البيت وهم أهل العصمة والطهارة ، الَّذين هم نفس القرآن ، والَّذين هم معنى الثقل الأكبر في المقام وفي هذه المرحلة وان كان بحسب الظاهر وفي مقام التشريع وبيان الأحكام أنّ القرآن هو الثقل الأكبر وهذا هو المستفاد من الحديث المتواتر بين الفريقين ( حديث الثقلين ) بل جاء في كلمات أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام أيضا حيث قال :
« واللَّه سبحانه يقول : ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ، وفيه تبيان لكلّ شيء ، وذكر أنّ الكتاب يصدّق بعضه بعضا . . . » إلى أن قال : « وإنّ القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق ، لا تفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولا تكشف الظلمات إلَّا به » نهج البلاغة الخطبة 18 صبحي الصالح .
وعنه عليه السّلام أيضا قال :
« واللَّه لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من ( شرح ) باء بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم » .
قال السيّد الجليل ابن طاوس في كتابه سعد السعود ص 284 :
وذكر أبو عمر الزاهد واسمه محمّد بن عبد الواحد في كتابه بإسناده : أنّ عليّ بن أبي طالب قال :