responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 98


وهم القاسطون بالشام ، ومنهم رؤساء المارقة عن الدين والإيمان ، ومن قبل منع جمهورهم الزكاة حتى غزاهم ، إمام عدل عندكم ، وسبى ذراريهم ، وحكم عليهم بالردّة والكفر والضلال .
فإن زعمت أنّهم فيما قصصناه من أمرهم على الصواب ، فكفاك خزيا بهذا المقال ، وإن حكمت عليهم أو على بعضهم بالخطإ وارتكاب الآثام بطلت أحاديثك ، ونقضت ما بيّنته من الاعتلال .
ويقال له أيضا : وهؤلاء الصحابة الذين رويت ما رويت فيهم من الأخبار ، وغرّك منهم التسمية لهم بصحبة النبي صلَّى اللَّه عليه وآله ، وكان أكابرهم وأفاضلهم أهل بدر ، الذين زعمت أنّ اللَّه قطع لهم المغفرة والرضوان ، هم الذين نطق القرآن بكراهتهم للجهاد ، ومجادلتهم للنبي صلَّى اللَّه عليه وآله في تركه ، وضنّهم بأنفسهم من نصره ، ورغبتهم في الدنيا ، وزهدهم في الثواب ، فقال جلّ اسمه : كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وهُمْ يَنْظُرُونَ وإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّه إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ويُرِيدُ اللَّه أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِه ويَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ لِيُحِقَّ الْحَقَّ ويُبْطِلَ الْباطِلَ ولَوْ كَرِه الْمُجْرِمُونَ [1] .
ثم زجرهم اللَّه تعالى عن شقاق نبيّهم صلَّى اللَّه عليه وآله لمّا علم من خبث نيّاتهم وأمرهم بالطاعة والإخلاص ، وضرب لهم فيما أنبأ به من بواطن أخبارهم وسرائر هم الأمثال ، وحذّرهم من الفتنة بارتكابهم قبائح الأعمال ، وعدّد عليهم نعمه ليشكروه ويطيعوه فيما دعاهم إليه من الأعمال ، وأنذرهم العقاب من الخيانة للَّه جلَّت عظمته ، ولرسوله صلَّى اللَّه عليه وآله ، فقال تعالى :



[1] الأنفال : 5 - 8 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست