ماهيّة الإنسان المسألة الرابعة : ما قوله - حرس اللَّه عزّه - في الإنسان ، أهو هذا الشخص المرئي المدرك ، على ما يذكره أصحاب أبي هاشم [1] ، أم جزء حالّ في القلب حسّاس درّاك ، كما يحكى عن أبي بكر بن الإخشيد ؟ [2] الجواب : إنّ الإنسان هو ما ذكره بنو نوبخت . وقد حكى عن هشام بن الحكم أيضا ، والأخبار عن موالينا عليهم السّلام تدّل على ما نذهب إليه : وهو شيء قائم بنفسه ، لا حجم له ولا حيّز ، ولا يصحّ عليه التركيب ، ولا الحركة ولا السكون ، والاجتماع والافتراق ، وهو الشيء الذي كانت تسمّية الحكماء الأوائل : الجوهر البسيط .
وكذلك كلّ حيّ فعّال محدث فهو جوهر بسيط ، وليس كما قال الجبّائى وابنه وأصحابهما : أنّه جملة مؤلَّفة ، ولا كما قال ابن الإخشيد : إنّه جسم متخلَّل في الجملة الظاهرة ، ولا كما قال الأعواذي [3] إنّه جزء لا يتجزّأ .
وقولي فيه قول معمّر [4] من المعتزلة ، وبني نوبخت من الشيعة على ما قدّمت ذكره :
وهو شيء يحتمل العلم والقدرة والحياة والإرادة والكراهة والبغض والحبّ ، قائم بنفسه ، محتاج في أفعاله إلى الآلة التي هي الجسد ، والوصف بأنّه حىّ يصلح عليه القول