وينسب الرواية له إلى الخرافات الباطلة ، ويصنع مثل ذلك في الأخبار الواردة بسوى ذلك من معجزاته عليه السّلام ويقول : إنّها من موضوعات الشيعة ، وتخرّص من افتراه منهم للتكسّب بذلك ، أو التعصّب ، وهذا بعينه مقال الزنادقة كافّة وأعداء الإسلام ، فيما نطق به القرآن من خبر الجنّ وإسلامهم في قوله : * ( إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ ) * . وفيما ثبت به الخبر عن ابن مسعود في قصّته ليلة الجنّ ، ومشاهدته لهم كالزّط [1] ، وفي غير ذلك من معجزات الرسول صلَّى اللَّه عليه وآله ، فإنّهم يظهرون التعجّب من جميع ذلك ، ويتضاحكون عند سماع الخبر به ، والاحتجاج بصحّته ، ويستهزؤن ويلغطون فيما يسرفون به من سبّ الإسلام وأهله ، واستحماق معتقديه والناصرين له ، ونسبتهم إيّاهم إلى العجز والجهل ووضع الأباطيل .
فلينظر القوم ما جنوه على الإسلام بعداوتهم لأمير المؤمنين عليه السّلام ، واعتمادهم في دفع فضائله ومناقبه وآياته على ما ضاهوا به أصناف الزنادقة والكفّار ممّا يخرج عن طريق الحجاج إلى أبواب الشغب والمسافهات . وباللَّه نستعين [2] .
فيمن يعرف اللَّه تعالى وحدّ التكفير وليس يجوز أن يعرف اللَّه تعالى من هو كافر به ، ولا يجهله من هو به مؤمن ، وكلّ كافر على أصولنا فهو جاهل باللَّه ، ومن خالف أصول الإيمان من المصلَّين إلى قبلة الإسلام ، فهو عندنا جاهل باللَّه سبحانه ، وإن أظهر القول بتوحيده تعالى ، كما أنّ الكافر برسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله جاهل باللَّه ، وإن كان فيهم من يعترف بتوحيد اللَّه تعالى ويتظاهر بما يوهم المستضعفين أنّه معرفة باللَّه تعالى .