فصل
فصل : ألا ترى أنّهم يقولون لمن ترك تأديب ولده والمراعاة له : فلان قد أهلك ولده وأفسده ، وإن لم يكن فعل به شيئا على حال ، وإنّما أضافوا إليه إفساده وإهلاكه لأنّه ترك أن يفعل به ما يحميه عن الفساد والهلاك ؟وإذا كان الأمر على ما ذكرناه ، بان به ما شرحناه في تأويل الآية على ما قدّمناه [1] .
[ انظر : سورة البقرة ، آية 106 ، من تصحيح الاعتقاد : 23 ، في نسبة النسيان إلى اللَّه . ]
في مغنى خشية الجبل
في مغنى خشية الجبل المسألة الثالثة والثلاثون : وسأل عن قوله تعالى : * ( لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَه خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّه وتِلْكَ الأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ ) * .قال : وليس يخشى اللَّه إلَّا مكلَّف يعقل ، فما معنى هذا الكلام ؟
والجواب عن ذلك كالمتقدّم في المسألة الأولى : وهو أنّ اللَّه تعالى يخبر عن عظم قدر القرآن ، وجلالة محلة وموقع وعده ووعيده ، ومواعظه من القلوب فقدّر تقديرا على المثل .
وكان الكلام في ذلك مجازا ومعناه : أنّ القرآن لو أنزل على جبل في شدّته وعظمه ، وكان الجبل حيّا مع ذلك عاقلا ففهمه وعرف معانيه لا نصدع مع شدّته وانخشع مع صلابته من خشية اللَّه .
ألا ترى إلى قوله في صلة الكلام : * ( وتِلْكَ الأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) * .