سورة الغافر
سورة الغافر [ انظر : سورة النمل ، آية 83 ، حول مسألة الرجعة ، من كتاب عدة رسائل ، ( الرّسالة السروية ) : 208 . ]كيف يقول اللَّه بعد فناء الخلق : لمن الملك وهو خطاب للمعدوم
كيف يقول اللَّه بعد فناء الخلق : لمن الملك وهو خطاب للمعدوم المسألة العاشرة : وسأل عن قوله تعالى : * ( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ) * ، فقال هذا خطاب منه لمعدوم ، لأنّه يقوله عند فناء الخلق . ثم يجيب نفسه فيقول : * ( لِلَّه الْواحِدِ الْقَهَّارِ ) * . وكلام المعدوم سفه لا يقع من حكيم ، وجوابه لنفسه عن سؤاله المعدوم أو تقريره إيّاه خلاف للحكمة والعقول .والجواب : وباللَّه التوفيق : أنّ الآية غير متضمنة للخبر عن خطاب معدوم ولا تقرير لغير موجود ، بل فيها ما يوضح الخبر عن تقرير لموجود وهو قوله عزّ وجلّ : * ( لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللَّه مِنْهُمْ شَيْءٌ ) * .
ويوم التلاق هو يوم الحشر عند التقاء الأرواح والأجساد ، وتلاقي الخلق بالاجتماع في الصعيد الواحد .
وقوله : * ( يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ ) * يؤكّد ذلك ، إذ كان البروز لا يكون إلَّا لموجود ، والمعدوم لا يوصف بظهور ولا بروز . فدلّ ذلك على أنّ قوله تعالى : * ( لِمَنِ الْمُلْكُ