وفي حديث لهم آخر ، قالوا : جاء محمد صلَّى اللَّه عليه وآله بالصدق ، وصدق به يوم القيامة إذا جاء به شهيدا [1] .
فصل
فصل وقد رووا أيضا في ذلك ما اختصّوا بروايته دون غيرهم ، عن مجاهد في قوله تعالى :* ( والَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ ) * أنّه رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله ، والذي صدّق به أهل القرآن ، يجيئوا به يوم القيامة ، فيقولون : هذا الذي دعوتمونا إليه قد اتّبعنا ما فيه [2] .
وقد زعم جمهور متكلَّمي العامّة وفقهاؤهم ، أنّ الآية ، عامّة في جميع المصدّقين برسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله ، وتعلَّقوا في ذلك بالظاهر أو العموم ، وبما تقدّمه من قول اللَّه تعالى :
* ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّه وكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَه أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ والَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وصَدَّقَ بِه أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) * . [3] وإذا كان الاختلاف بين روايات العامّة وأقاويلهم في تأويل هذه الآية على ما شرحناه [4] ، وإذا تناقضت أقوالهم فيه بما بيّنّاه ، سقط جميعها بالمقابلة والمكافأة ، وثبت تأويل الشيعة للاتفاق الذي ذكرناه ، ودلالته على الصواب حسب ما وصفناه ، واللَّه الموفّق للصواب .
مسألة
مسألة فإن قال قائل منهم : كيف يتمّ لكم تأويل هذه الآية في أمير المؤمنين عليه السّلام ، وهي تدلّ على أنّ الذي فيه قد كانت له ذنوب كفرت عنه بتصديقه رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله ، حيث يقول اللَّه تعالى : * ( لِيُكَفِّرَ اللَّه عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا ويَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ ) * [5] .ومن قولكم أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام لم يذنب ذنبا ، ولا قارف معصية ، صغيرة ولا كبيرة ،