نسخ شيئا منها على جميع الوجوه والأسباب [1] .
ذكر أبو جعفر [ الصدوق ] : أنّ النسيان [2] من اللَّه يجري مجرى المخادعة منه للعصاة ، وأنّه سمّى ذلك باسم المجازي عليه .
قال أبو عبد اللَّه : الوجه فيه غير ذلك ، وهو أنّ النسيان في اللغة هو الترك والتأخير .
قال اللَّه تعالى : * ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها ) * . يريد ما ننسخ من آية ( أو - ظ ) نتركها على حالها أو نؤخّرها ، فالمراد بقوله تعالى : نَسُوا اللَّه تركوا إطاعة اللَّه تعالى وقوله : فَنَسِيَهُمْ ، يريد به تركهم من ثوابه وقوله تعالى : فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ [3] أي ألجأهم إلى ترك تعاهدها ومراعاتها بالمصالح بما شغلهم به من العقاب .
فهذا وجه [ وجهه ] وإن كان ذلك وجها غير منكر ، واللَّه ولي التوفيق [4] .
وكان ممّن وفد عليه أبو حارثة أسقف نجران في ثلاثين رجلا من النصارى ، منهم العاقب والسيّد وعبد المسيح ، فقدموا المدينة وقت صلاة العصر وعليهم لباس الديباج