لو علمها بما كان قبل كونه .
وقال سبحانه في قصّة مريم عليها السّلام : فَأَشارَتْ إِلَيْه قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّه آتانِيَ الْكِتابَ وجَعَلَنِي نَبِيًّا ( 30 ) وجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وأَوْصانِي بِالصَّلاةِ والزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا [1] .
فكان نطق المسيح عليه السّلام معجزا لمريم عليه السّلام إذ كان شاهدا ببرء ساحتها .
وأمّ موسى عليه السّلام ومريم لم تكونا نبيّين ولا مرسلين ، ولكنّهما كانتا من عباد اللَّه الصالحين ، فعلى مذهب هذا الشيخ كتاب اللَّه يصحّح الحنبليّة . . . [2] .
[ انظر : سورة آل عمران ، آية 37 - 38 ، في قصّة موسى ، من الفصول العشرة : 36 . ] وقد أجمع العلماء من الملل على ما كان من ستر ولادة أبي إبراهيم الخليل عليه السّلام وأمّه لذلك ، وتدبيرهم في إخفاء أمره من ملك زمانه ، لخوفهم عليه منه ، وستر ولادة موسى بن عمران عليه السّلام ، وبمجيء القرآن بشرح ذلك على البيان [3] ، والخبر بأنّ أمّه ألقته في اليمّ على ثقة منها بسلامته وعوده إليها ، وكان ذلك منها بالوحي إليها به ، بتدبير اللَّه عزّ وجلّ لمصالح العباد ، فما الذي ينكر خصوم الإماميّة من قولهم في ستر الحسن عليه السّلام ولادة ابنه المهدي ( عج ) عن أهله وبني عمّه وغيرهم من الناس ، وأسباب ذلك أظهر من أسباب ستر من عدّدناه [4] .
القول في الإيحاء إلى الأئمّة ، وظهور الأعلام عليهم والمعجزات أقول : أنّ العقل لا يمنع من نزول الوحي إليهم ، وإن كانوا أئمة غير أنبياء [5] . فقد أوحى