responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 377


فصل فإن قال : قد فهمت ما ذكرتموه في هذه وما قبلها من الآي ، ولست أرى لأحد حجّة في دفعه لوضوحه في البيان ، ولكن خبّرونى عن قوله تعالى في سورة النور : * ( وَعَدَ اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ ولَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ومَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) * .
أليس قد ذكر المفسّرون وأنّها في أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ بن أبي طالب عليه السّلام ؟ ! واستدلّ المتكلَّمون من مخالفيكم على صحّة ذلك ، بما حصل لهم من جميع هذه الصفات :
فأوّلها : أنّهم كانوا حاضرين لنزولها بدليل كاف المواجهة [1] بلا اختلاف . ثمّ إنّهم كانوا ممّن خاف في أوّل الإسلام ، فآمنهم اللَّه تعالى ، ومكّن لهم في البلاد ، وخلفوا النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وأطاعهم العباد ، فثبت أنّها نزلت فيهم بهذا الضرب من الاعتبار ، وإلَّا فبيّنوا لنا الوجه في معناها ، إن لم يكن الأمر على ما ذكرناه .
قيل له : إنّ تفسير القرآن لا يؤخذ بالرأي ، ولا يحمل على اعتقادات الرجال والأهواء ، وما حكيته من ذلك عن المفسّرين فليس هو إجماعا منهم ، ولا مرجوعا به إلى ثقة ممّن تعاطاه ومن ادّعاه ، ولم يسنده إلى النبي صلَّى اللَّه عليه وآله ، ولا إلى من تجب طاعته على الأنام .
وممّن فسّر القرآن عبد اللَّه بن عبّاس ، والمحكي عنه في تأويل هذه الآية غير ما وصفت بلا تنازع بين حملة الآثار ، وكذلك المروىّ عن محمّد بن عليّ عليهما السّلام ، وعن



[1] المراد منها كاف الخطاب في الآية .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست