[ انظر : سورة الأنبياء ، آية 105 ، من الإفصاح : 102 . ] في مقدار يوم القيامة والجمع بين الآيات ومن كلام الشيخ - أدام اللَّه عزّه - في تفسير القرآن ، سئل عن قول اللَّه عزّ وجلّ : * ( وإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) * [1] ، وقوله في موضع آخر : تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ والرُّوحُ إِلَيْه فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُه خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا [2] . وقوله تعالى في موضع آخر : يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْه فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُه أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ [3] ، وما الوجه في هذه الآيات مع اختلاف ظواهرها ؟
فقال الشيخ أدام اللَّه عزّه : أمّا معنى الأوّلة والثانية ، فإنّه تحمل على التعظيم لأمر الآخرة ، والأخبار عن شدّته وأهواله ، فاليوم الواحد من أيّامها على أهل العذاب كألف سنة من سني الدنيا ، لشدّته وعظم بلائه وما يحلّ بالكافرين فيه من أنواع العذاب .
واليوم الذي مقداره خمسون ألف سنة فهو يوم المحشر ، وإنّما طال على الكافرين حتّى صار قدره عندهم ذلك لما يشاهدون فيه من شدة الحساب وعذاب جهنم وصعوبته ، والممرّ على الصراط ، والمعاينة للسعير ، وأسماعهم زفرات النار وصوت سلاسلها وأغلالها ، وصياح خزنتها ، ورؤيتهم لاستطارة شررها .