ورسوله ( صلوات اللَّه وسلامه عليه وآله ) ، مع تقارب سنّه وكونه على ظاهر الحال في عداد الأطفال حين دعاه رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله إلى التصديق به والإقرار ، وكلَّفه العلم بحقّه ، والمعرفة بصانعه والتوحيد له ، وعهد إليه في الاستسرار بما أودعه من دينه ، والصيانة له والحفظ وأداء الأمانة فيه .
وكان عليه السّلام إذ ذاك في قول بعضهم من أبناء سبع سنين ، وعلى قول بعض آخر من أبناء تسع سنين ، وعلى قول الأكثرين من أبناء عشر سنين ، فكان كمال عقله عليه السّلام وحصول المعرفة له باللَّه وبرسوله صلَّى اللَّه عليه وآله آية للَّه تعالى فيه باهرة ، خرق بها العادة ، ودلّ بها على مكانه منه واختصاصه به وتأهيله لما رشّحه له من إمامة المسلمين والحجّة على الخلق أجمعين . فجرى في خرق العادة لما ذكرناه مجرى عيسى ويحيى عليهما السّلام بما وصفناه ، ولولا أنّه عليه السّلام كان في تلك الحال كاملا وافرا ، وباللَّه عزّ وجلّ عارفا ، كما كلَّفه رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله الإقرار بنبوّته ، ولا ألزمه الإيمان به ، والتصديق لرسالته وكما ائتمنه على سرّه الذي أمر بصيانته . . . [1] .
افتراق الشيعة بعد وفاة الإمام الرضا والجواب عن صغر السن في الأئمة بعده قال الشيخ أيّده اللَّه : ثم إنّ الإمامية استمرّت على القول بأصول الإمامة طول أيّام أبي الحسن الرضا عليه السّلام ، فلمّا توفّي وخلَّف ابنه أبا جعفر عليه السّلام وله عند وفاة أبيه سبع سنين ، اختلفوا وتفرّقوا ثلاث فرق .
فرقة : مضت على سنن القول في الإمامة ، ودانت بإمامة أبي جعفر عليه السّلام ، ونقلت النصّ عليه وهي أكثر الفرق عددا .