responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 337


كيفية اتّباع موسى لخضر عليها السّلام مع أنّ موسى أرفع مرتبة المسألة الخامسة : قال السائل : والأنبياء عندنا معصومون كاملون ، فما بال موسى عليه السّلام تلميذا للخضر وهو أعلى منه ، ثم أنكر على الخضر فعله والحق فيه ؟
الجواب : وباللَّه التوفيق ، أنّ موسى أتبع الخضر قبل أن ينبأ ويبعث ، وهو إذ ذاك يطلب العلم ويلتمس الفضل فيه . فلمّا كلَّمه اللَّه وانتهى من الفضل في العبادة والعلم إلى الغاية التي بلغه ، بعثه اللَّه تعالى رسولا واختاره كليما نبيّا .
وليس في اتّباع الأنبياء العلماء قبل نبوّتهم قدح فيهم ، ولا منفر عنهم ، ولا شين لهم ، ولا مانع من بعثتهم واصطفائهم .
ولو كان موسى عليه السّلام أتبع الخضر بعد بعثته ، لم يكن ذلك أيضا قادحا في نبوّته ، لأنّه لم يتبعه لاستفادته منه علم شريعته ، وإنّما أتبعه ليعرف باطن أحكامه التي لا يخلو فقد علمه بها ، لكماله في علم ديانته .
وليس من شرط الأنبياء عليهم السّلام أن يحيطوا بكلّ علم ، ولا أن يقفوا على باطن كلّ ظاهر .
وقد كان نبيّنا محمد صلَّى اللَّه عليه وآله أفضل النبيين وأعلم المرسلين ، ولم يكن محيطا بعلم النجوم ، ولا متعرّضا لذلك ، ولا يتأتّى منه قول الشعر ، ولا ينبغي له . وكان أميا بنصّ التنزيل ، ولم يتعاط معرفة الصنائع ، ولمّا أراد المدينة استأجر دليلا على سنن الطريق ، وكان يسأل عن الأخبار ويخفى عليه منها ما لم يأت به إليه صادق من الناس ، فكيف ينكر أن يتبع موسى عليه السّلام الخضر بعد نبوّته ليعرف بواطن الأمور .
فما كان يعلمه فما أورده اللَّه سبحانه بعلمه من كون ملك يغصب السفن ، وكنز في موضع من الأرض ، وطفل إن بلغ كفر وفسد ، وليس عدم العلم بذلك نقصا ، ولا شينا ،

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست