على وجه الاتّساع والمجاز . قال اللَّه عزّ وجلّ : ومَنْ دَخَلَه كانَ آمِناً [1] ، فهو لفظ بصيغة الخبر ، والمراد به الأمر يؤمّن من دخله .
[ الثالث ] : والعامّ في معنى الكلام : ما أفاد لفظه اثنين فما زاد .
[ الرابع ] : والخاصّ : ما أفاد واحدا دون ما سواه لأنّ أصل الخصوص التوحيد ، وأصل العموم الاجتماع .
وقد يعبّر عن كلّ واحد منهما بلفظ الآخر تشبّها وتجوّزا ، قال اللَّه تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإِنَّا لَه لَحافِظُونَ [2] فعبّر عن نفسه سبحانه وهو واحد بلفظ الجميع .
وقال سبحانه : الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وقالُوا حَسْبُنَا اللَّه ونِعْمَ الْوَكِيلُ [3] .
وكان سبب نزول هذه الآية ، أنّ رجلا قال لأمير المؤمنين عليه السّلام قبيل وقعة أحد : إنّ أبا سفيان قد جمع لكم الجموع ، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام : حسبنا اللَّه ونعم الوكيل .
فأمّا اللَّفظ الخاصّ المعبّر به عن العامّ ، فهو كقوله عزّ وجلّ : والْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها [4] وإنّما أراد الملائكة . وقوله : يا أَيُّهَا الإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ [5] يريد يا أيّها الناس .
وكلّ لفظ أفاد من الجمع ما دون استيعاب الجنس ، فهو عامّ في الحقيقة ، خاصّ بالإضافة كقوله عزّ وجلّ : فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ [6] ولم يفتح عليهم أبواب الجنان ولا أبواب النار . وقوله : ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً [7] وإنّما أراد بعض الجبال .
وكقول القائل : جاءنا فلان بكلّ عجيبة ، والأمثال في ذلك كثيرة ، وهو كلَّه عامّ في اللفظ ، خاصّ بقصوره عن الاستيعاب .
فأمّا العموم المستوعب للجنس : فهو ما أفاد من القول نهاية ما دخل تحته ، وصحّ