responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 202


[ انظر : سورة النور ، آية 55 ، في الفرق بين معنى النبوّة والإمامة ، مع معنى الاستخلاف ، من الإفصاح : 93 . ] [ انظر : سورة النحل ، آية 125 ، حول مسألة الجدال من كتاب تصحيح الاعتقاد : 54 . ] في معنى الصراط [ الصراط ] في اللغة هو الطريق ، فلذلك سمّي الدين صراطا ، لأنّه طريق إلى الصواب ، وله سمّي الولاء لأمير المؤمنين والأئمة من ذرّيّته صراطا [1] .
ومن معناه قال أمير المؤمنين عليه السّلام : " أنا صراط اللَّه المستقيم وعروته الوثقى التي لا انفصام لهما " - يعني أنّ معرفته والتمسّك به طريق إلى اللَّه سبحانه .
وقد جاء الخبر ، بأنّ الطريق يوم القيامة إلى الجنة كالجسر يمّر به الناس ، وهو الصراط الذي يقف عن يمينه رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله ، وعن شماله أمير المؤمنين عليه السّلام ويأتيهما النداء من قبل اللَّه تعالى : أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ [2] ، وجاء الخبر أنّه لا يعبر الصراط يوم القيامة إلَّا من كان معه برأت من عليّ بن أبي طالب عليه السّلام من النار [3] .
[ وأيضا ] جاء الخبر : " بأنّ الصراط أدقّ من الشعرة وأحدّ من السيف على الكافر " [4] .



[1] بحار الأنوار 8 : 70 .
[2] ق : 24 .
[3] بحار الأنوار 8 : 70 .
[4] قال العلامة الشهرستاني في مجلَّة ( المرشد - ص ج 1 ، 179 - 180 ) في جواب هذا السؤال : من الوارد في الأخبار المأثورة عن الصراط أنّه أدقّ من الشعر وأحدّ من السيف ، فأيّ معنى يقصد من الشعرة والسيف ؟ الجواب : لم يفصل كتاب اللَّه الحكيم من هذا القبيل شيئا وقد استعمل لفظ الصراط بمعنى الطريق والمسلك المؤدي إلى غاية قدسية مرغوبة استعارة تمثّل شرع الحق المؤدّي إلى جنانه ورضوانه بالصراط . نعم تضمّنت تفاصيل السؤال بعض مرويات قاصرة الأسناد ولا ضير فقد وردت في شرحها أحاديث أخرى عن أئمة الإسلام تفسر الصراط الممدود بين النار والجنة كالشعرة دقّة وكالسيف حدّة بسيرة الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام . والحديث المجمع على صحّته ناطق بأنّ عليا عليه السّلام قسيم النار والجنة وأنّ طريقته المثلى هو المسلك الوحيد المفضي إلى الجنان والرضوان . ومعلوم لدي الخبراء أنّ سيرة علي عليه السّلام كانت أدقّ من الشعرة فإنّه عليه السّلام ساوى في العطاء بين أكابر الصحابة الكرام كسهل بن حنيف وبين أدنى مواليهم ، وكان يقصّ من أكمام ثيابه لإكساء عبده ويحمل إلى اليتامى والأيامى أرزاقهم على ظهره في منتصف الليل ويشبع الفقراء ويبيت طاوي الحشا ويختار لنفسه من الطعام ما جشب ومن اللباس ما خشن ، ويوزع مال اللَّه على عباد اللَّه في كلّ جمعة ، ثم يكنس بيت المال ويصلَّي فيه وهو يعيش على غرس يمينه وكدّ يده ، وحاسب أخاه عقيلا بأدقّ من الشعرة في قصّته المشهورة ، وطالب شريحا القاضي أن يساوى بينه وبين خصمه الإسرائيلي عند المحاكمة ، إلى غير ذلك من مظاهر ترويضه النفس والزهد البليغ ، حتى غدي الاقتداء به في أمامة المسلمين فوق الطوق . وكما كانت سيرة علىّ عليه السّلام أدقّ من الشعرة ، كانت مشايعته في الخطورة أحدّ من السيف ، نظرا إلى مزالق الأهواء والشهوات ومراقبة السلطات من بني أمية وتتبعّهم أولياء عليّ عليه السّلام وأشياعه وأتباعه تحت كلّ حجر ومدر .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست