responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 184


نزول الآية في حجّة الوداع بحقّ علي عليه السّلام ولمّا قضى رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله نسكه ، أشرك عليّا في هديه وقفل إلى المدينة ، وهو معه والمسلمون ، حتى انتهى إلى الموضع المعروف بغدير خم وليس بموضع ، إذ ذاك للنزول ، لعدم الماء فيه والمرعى فنزل صلَّى اللَّه عليه وآله في الموضع ونزل المسلمون معه .
وكان سبب نزوله في هذا المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام خليفة في الأمّة من بعده ، وقد كان تقدّم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له فأخّره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه ، وعلم اللَّه عزّ وجلّ أنّه إن تجاوز غدير خمّ انفصل عنه كثير من الناس إلى بلدانهم وأماكنهم وبواديهم فأراد اللَّه أن يجمعهم لسماع النصّ على أمير المؤمنين عليه السّلام تأكيدا للحجّة عليهم فيه .
فأنزل اللَّه تعالى : * ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) * يعني في استخلاف عليّ عليه السّلام والنصّ بالإمامة عليه ، * ( وإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَه واللَّه يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) * . فأكّد به الفرض عليه بذلك ، وخوّفه من تأخير الأمر فيه ، وضمن له العصمة ومنع الناس منه .
فنزل رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله المكان الذي ذكرناه لما وصفناه من الأمر له بذلك وشرحناه ونزل المسلمون حوله وكان يوما قائظا شديد الحرّ ، فأمر صلَّى اللَّه عليه وآله بدوحات هناك فقمّ ما تحتها وأمر بجمع الرحال في ذلك المكان ، ووضع بعضها على بعض ، ثم أمر مناديه فنادى في الناس بالصلاة فاجتمعوا من رحالهم إليه وأنّ أكثر هم ليلَّف رداءه على قدميه من شدّة الرمضاء .
فلمّا اجتمعوا صعد على تلك الرحال حتى صار في ذروتها ، ودعا أمير المؤمنين عليه السّلام فرقى معه حتى قام عن يمينه ثم خطب للناس فحمد اللَّه وأثنى عليه ، ووعظ ، فأبلغ في الموعظة ، ونعى إلى الأمّة نفسه فقال : " إنّى قد دعيت ويوشك أن أجيب وقد حان منّى

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست